العودة إلى عصر الامبراطوريات

{title}
أخبار الأردن -


إن الحرب الروسية على أوكرانيا وقبلها الدخول إلى سوريا والتموضع في المياه الدافئة قلّص إلى حد ما من النفوذ الأمريكي وكذلك النفوذ التركي ثم تمددها في افريقيا وأمريكا اللاتينية تمهدان لإعادة مجد الإمبراطورية القيصرية، أمّا تركيا فلم يعد كافياً انتمائها إلى الحلف الأطلسي لتحقيق المصالح التركية وعلى رأسها إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية والتي يتحمل العرب جزءاً من مسؤولية اندثارها وعليه فإن القيادة التركية لا تتوانى في البحث عن حلفاء جدد لا تُضيرهم فكرة الإمبراطورية أو بالحد الأدنى لا تقلقهم، وقد وجدت ضالتها في إسرائيل التي تطمح هي الأخرى لبناء إمبراطورتيها من النيل إلى الفرات وفي إيران التي تسعى لإعادة أمجاد امبراطورية بلاد فارس وتوسعها على حساب العالم العربي خاصة في العراق.

إن انحسار النفوذ التركي في سوريا وربما تلاشيه في القريب العاجل وذلك عبر تمكين الجيش السوري من إعادة السيطرة على تراب البلد إضافة إلى إمساك الروس بأوراق ضغط منها منع داعش من السيطرة على حقول الغاز والنفط. أضف إلى ذلك ورقة أكراد تركيا والتي ربما تشكل مصدر هزيمة المشروع العثماني. فالمشروع العثماني كان سيحرم روسيا من بيع غازها ونفطها إلى أوروبا حيث إن سيطرة داعش على النفط والغاز في سوريا ومناطق من العراق يؤدي إلى تزويد تركيا باحتياجاتها وبأسعار رخيصة جداً وربما في المستقبل وعبر تركيا تزويد أوروبا وبنفس الأسعار مما سيحرم روسيا من السوق الغربي.

في مواجهة الأطماع الأمريكية والتركية في سوريا جلبت روسيا جزءاً هاماً من ترسانتها التي لم يكن من الممكن إرسالها إلى الشرق الأوسط إلا بهذه الذريعة فكم من مرة وقعت صفقات مع سوريا وإيران ولم تنجز بسب التدخل والضغط الأمريكي والإسرائيلي. فصواريخ إس 400 والقاذفات والمقاتلات الحديثة والكثير من القطع البحرية. أصبحت على الأراضي السورية وتشكل ضمانة لإنجاز المشروع الروسي وربما تكون قد نجحت إلى حد بعيد.

قبل التدخل الدولي في سوريا بأكثر من سنة وقعت مجزرة مرمرة والتي على إثرها تنازلت تركيا عن كرامتها ومبادئها وذهبت إلى توطيد العلاقة مع إسرائيل كدولة قوية ومارقة لا تعير أدني اهتمام إلى القانون الدولي، يضاف إلى ذلك مصلحتها في التمدد من أجل الإمبراطورية المزعومة أضف إلى ذلك تعبئة الفراغ الذي سيتركه قطع الغاز الروسي عن تركيا وقف الإمداد من داعش. فكما هو معلن تم اكتشاف حقول غاز استراتيجية في الجنوب مقابل سواحل غزة وفي الشمال مقابل سواحل لبنان وهي بحاجة إلى سوق لهذا الغاز.

هل نحن أمام الشرق الأوسط الجديد وهل هذه المرة على طريقة القيصر؟ علماً بأن طريقته ستؤدي بالمحصلة إلى نفس النتائج وإن كانت تلبي هذه المرة مصالح عدد أكبر من القوى؟

هل نحن أمام المنقل؟ الذي لا يكتمل إلا بالحد الأدنى بأرجل ثلاثة وقد تكون أربع أو حتى خمس أرجل. هل سنعود إلى عصر الأباطرة والإمبراطوريات؟ هل هي ثلاثة أم أربعة أم خمسة؟ هل وجود إمبراطورية إسلامية سنية واحدة سيكفي؟ أم أننا بحاجة إلى اثنتين لحل إشكالية السنة من العجم والعرب وفي هذه الحالة تقود تركيا إمبراطورية داعش وربما يتم اغراء السنة العرب بإمبراطورية خليجية، أمّا إيران فتقود إمبراطورية خراسان أو بلاد فارس الشيعية وإسرائيل إمبراطورية يهودية بعد فشل إقامة دولة يهودية أفشلها عدم نجاح قيام دولة إسلامية في مصر.

فهل سنة 2024 بما أنها سنة انتخابات في أمريكا ستمهد لما هو جديد؟ هل 2025 حبلى بتطورات عالمية؟ هل هناك سيناريوهات؟ بالتأكيد هناك ما سيحصل في السنة القادمة وربما يغير شكل العالم برمته، ولكي تكون فلسطين حاضرة في كل السيناريوهات لا بد من وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.


تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير